[ الورقة الثانية]

اغـتــيال فرحة ..!




(عيونك الحلوة) .. بهذه الجملة ردت ريم على من أثنى على أناقتها
ومدح تسريحتها الجميلة في إحدى المناسبات !

(ماسويت شيء) ! (:
قالها أبومحمد لمديره بعدما أثنى على أحد إنجازاته العملية التي تبذل فيها من الجهد الكثيروأنفق عليها عظيم الوقت والمال !
~..[ ]..~

رسائل خطيرة !
( إن رد ريم يحمل رسالة خفية خطيرة مضمونها ( أنني غير جميلة وملابسي جداً عادية وأنت أيها المادح قد أكرمتني بمجاملتك )
كلمات خطيرة تخاطب بها ريم اللاوعي بأنها ( ليست أنيقة وأن الجمال حمـى لاتطؤه قدماها ! )
ومغزى رد أبي محمد( بأنني لست قديراً وما تم من إنجاز هو للصدفة أقرب ! )
~..[ ]..~

[ وقفة ||
تفنن في وسائل تحطيم الذات ونسف متعمد للمجهودات , وذلك بكلمات اعتدنا عليها
وأصبحت جزءاً من منظومة تعاملنا مع الغير ...
خجل في غير موضعه .. وتراجع في موطن الثبات ...
واغتيال بشع للفرحة !

إنجازات تهمل .. وإبداعات لا تقدر !
ونحن وللأسف من تولى كبر هذا كله !

في لحظة من لحظات السعادة وقت من أوقات الهناءتمتد الجمل ( السقيمة ) لتغتال الفرحة وتسحق أزهار البهجة
فما
أقسى الألم عندما نحارب ذواتنا !!

إن من المشين أن يتكبر الإنسان ويتغطرس ويتكبر عنده الأنا .. والأكثر من هذا بشاعة وأشد ضرراً وأعظم فجيعة
أن يحتقر الإنسان ذاته فلا يرى لها حقاً ولايقيم لها وزناً ..!

لماذا لا نكافئ أنفسنا ونعطيها قدرها وذلك بتقدير الإنجازات وإعطائها مكانتها فبهذا ندفع النفس نحو مزيد من العطاء ...
ونحفز الذات نحو معالي الأمور ...

~..[ ]..~
والسؤال المطروح : كيف نتعامل مع تلك المواقف ؟

جميل أن ندرك أن مجرد مواقفنا وتفاعلنا مع الآخر في ثنائه علينا فيما هو (حقيقة)
لا يقفز نحو دائرة العجب والأنا المتضخمة أبداً , إنما هي نوع من الوقوف علىالحقيقة والتفاعل الإيجابي مع العطاء !
وجرعة من الطاقة تحرضنا وتدفعنا نحو مزيد من التقدم والإنجاز ..
من الرائع أن لانغض الطرف (حياءً) عندما يثنى علينا وكأننا أمام صدمة من صدمات القدر أوفاجعه من فواجع الزمان !!

~..[]..~
وفي تلك المواقف فإن التصرف السليم الذي ينم عن شخصية متزنة وذات راشدة يكمن في التصرفات التالية :
الوقوف بثبات أمام الآخر .
التواصل معه بصرياً مع ابتسامة هادئة.
سماع الثناء كاملاً بلا مقاطعة .
ثم الرد بكلمات لا تتجاوز ( حمدلله على التوفيق وشكر الآخر على لطفه ) .






~..[ ]..~



[ ومضة قلم~
من لم يؤدبه أبواهـ , أدبه الليل والنهار .