عثرة على طريق المصالحة وحماس قلقة من غلق الأنفاق


الفلسطينيون يشيعون الأسير الشهيد .. والاحتلال متخوف

رام الله المحتلة ـ غزة ـ (الوطن) ـ وكالات:
شيَّع الفلسطينيون أمس الأسير الشهيد عرفات جرادات وسط مخاوف إسرائيلية من تصاعد الغضب في الضفة الغربية، فيما شهد طريق المصالحة الفلسطينية عثرة جديدة تمثلت في طلب حماس تأجيل لقاء بالقاهرة، في الوقت الذي أبدت فيه الحركة قلقها من قيام الجيش المصري بغلق أنفاق التهريب إلى القطاع.
وشيَّع آلاف الفلسطينيين جثمان الأسير الشهيد الذي اغتيل بالتعذيب في سجن إسرائيلي.
وحمل المشاركون الأعلام الفلسطينية وأعلام حركة فتح والفصائل الفلسطينية الأخرى في جنازة عرفات جرادات الذي كان ينتمي لحركة فتح في قرية سعير قرب مدينة الخليل بعد أن توفي السبت الماضي في سجن مجدو شمال إسرائيل فيما زعمت مصلحة السجون الإسرائيلية بأنه "أزمة قلبية".
وتعهد الجناح العسكري لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان بالرد على وفاة جرادات.
وقال البيان الذي وزعته كتائب شهداء الاقصى في قرية سعير قرب الخليل جنوب الضفة الغربية قبل الجنازة "هذه الجريمة البشعة لن تمر دون عقاب ونتوعد الاحتلال الصهيوني بالرد على هذه الجريمة".
من جهته دعا الاحتلال الفلسطينيين مرة أخرى إلى التصرف "بمسؤولية" ومنع العنف في الضفة.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "إسرائيل تنتظر من السلطة الفلسطينية إن تتصرف بمسؤولية لمنع التحريض والعنف الذي لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع".
وأضاف "في نهاية المطاف فإن محادثات السلام وليس العنف هي المطلوبة وقد حان الوقت لأن تقوم القيادة الفلسطينية بإنهاء مقاطعتها لمحادثات السلام والعودة إلى طاولة المفاوضات".
على صعيد آخر قالت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس في غزة إن أنفاق التهريب مع مصر "مضبوطة تماما ومراقبة بشكل يضمن تحقيق هدفها الإنساني فقط".
وذكرت الوزارة، في بيان على موقعها الإلكتروني، أنها "تتابع بقلق شديد تصريحات عدد من المسؤولين المصريين بشأن ما يجري في منطقة الأنفاق على حدود قطاع غزة وتكرار تصريحاتهم عن إغلاق الأنفاق بشكل نهائي وما صاحب التصريحات من عمل ميداني على الأرض ".
وأشارت الوزارة إلى أن الحملة على الأنفاق "تأتي في ظل عدم تغير واقع الحصار المفروض على قطاع غزة منذ ما يزيد على ست سنوات وتحكم الاحتلال في المعابر بإدخال ما يريد فقط بما لا يلبي الحد الأدنى من احتياجات القطاع ".
الجدير بالذكر أن التهدئة المبرمة بعد العدوان الأخير نصت على فك الحصار بحسب ما أعلن وقتها.
وفي سياق غير منفصل اعتبرت حركة فتح طلب حركة حماس تأجيل لقاء المصالحة بالقاهرة، بأنه لا يخدم المصالحة الفلسطينية بالمطلق، مطالبة حماس بإبداء جدية أكبر لتنفيذ اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن المتحدث باسم حركة فتح فايز أبو عيطة قوله "هناك سقف زمني لتنفيذ اتفاق المصالحة ومن المفترض أن يتم الالتزام بالسقف الزمني الذي حددته لقاءات القاهرة الأخيرة".
واعتبر أن تأجيل اللقاء لمرتين خلال فترة وجيزة لا يبشر بـ "خير"، معربا عن أمله بتحديد موعد قريب لتنفيذ التفاهمات للبدء بتشكيل حكومة الكفاءات الوطنية بالتزامن مع قرار الرئيس محمود عباس تحديد موعد إجراء الانتخابات.