(صمت العمانيين ونعيق اﻵخرين)

نعم هكذا تبدو لي الصورة وأنا سعودي النشأة والوطن، فكثير تصلني بعض النكت عن العمانيين على جوالي، ورأيت في بعض المسلسلات الخليحية إساءات لاتنم إلا عن فكر عقيم، وعقل ملوث سقيم، وليعلم الجميع أنني كل يوم أزداد إجلالا لذلك الشعب الكريم، ويرتفع شأن العماني في نظري، ويكبر مقامه في خاطري.
أتدرون لماذا؟
لصمت العمانيين!
نعم إن لصمتهم عن المهاترات، والرد بنفس اﻷسلوب الرخيص، والاسفاف في الحوار، لهو أكبر دليل على رقيهم، ونبلهم وحلمهم، وكرمهم،أوليست هذه شيم الرجال، وخصال أهل الرأي الكبار؟
فالصقر صامت والغراب ينعق
والذئب صامت والكلب ينبح
والجبل ثابت والرمل يتحرك
والنخل شامخ والعود يترنح
والعاقل ساكت والطفل يصرخ
والكبير واثق والصغير يتململ
لقد خبرت معدن العمانيين في مواقف كثيرة في السعودية وفي عمان وفي الخارج، فلم أجد إلا كرما يمشي، وحلما ينطق، ورجولة تتحدث، وعزة تسمو، ونخوة تتجلى، وفزعة تتقدم.
فويل لكم يا من ترمون الشجرة المثمرة بالحجارة، وأنتم تتفيؤن ظلها! وويل لكم يا من تنعتون الذهب بالتراب، وأنتم تتقلدونه أوسمة على صدوركم.
أيها العمانيون أنتم أصل ثابت وعلو باسق،لا يضيركم هرج حاسدكم، أو قذف حاقدكم، فدمتم دولة عظيمة، وشعب كريم، وسلطان حكيم.