بعد سقوط الخلافة الإسلامية في الاندلس إنقسمت الأندلس إلى 22 دولة

منها :

بنو عَبَّاد - بنو زيري - بنو جهور - بنو الأفطس - بنو ذالنون - بنو عامر - بنو هود

كل دولة عليها ملك له ولذويه وأبنائه

فأصبح المسافر يسافر مسافة يوم يقابل فيها 3 مملكات كل مملكة عليها ملك !

كل شخص منهم تسمى بإسم أمير المؤمنين ولكل دويلة جيش وإعلام وسياج يحيط بها !

كانوا جميعا يدفعون الجزية السنوية لألفونسوا ملك النصارى لحماية ملكهم

فمنهم من كان يدفع الجزية نقدا . . ومنهم من كان يدفعها بشراء البضائع بأسعار مبالغة فيها لإخفاء أمر الجزية التي يدفعها لملك النصارى لحمايته

كان كل منهم يسمي نفسه بإسم الإسلام فيهم المتوكل على الله وفيهم من سمى نفسه الناصر لدين الله وجميعهم خونة عملاء لملوك النصارى من أجل حفظ مملكاتهم

كل ملك كان لديه من العلماء الذين اشتراهم بالمال فيحلفون ويقسمون للناس ويوهمونهم بأن هذا الملك خير للإسلام والمسلمين وبأنه ناصر لدين الله

وكل ملوك الطوائف كان همهم ملكهم والتحالف مع ملوك النصارى على الإسلام والمسلمين لحفظ مملكاتهم

حتى أن بعضهم ذهب لإسقاط بعض عن طريق التحالف مع ملوك النصارى فمنهم من توجه إلى أمير "قشتالة"، ومنهم من توجّه إلى أمير "أراجون"، ومنهم من توجه إلى أمير "ليون"

فكانوا أمراء المؤمنين المزعومين يدفعون الجزية لملك النصارى لحماية مملكاتهم ويعادون الإسلام حتى أن بعضهم قال : ما نحن إلا جباة أموال لك في بلادنا على أن تحافظ لنا على مكاننا في هذه البلاد حاكمين.

من بين هؤلاء الملوك الخونة كان هنالك رجل وقف وحده ضد الملك النصراني ورفض دفع الجزية وهو المتوكل بن الأفطس فتأمروا ضده الخونة ملوك الطوائف وشكوه إلى ألفونسو ملك النصارى بأن المتوكل يحرض الناس على الفوضى وعلى الوحدة الإسلامية ويجب تأديبه !

فأرسل ألفونسو رسالة تهديد ووعيد شديدة اللهجة إلى المتوكل بوجوب دفع الجزية أو الغزو فرد عليه المتوكل بقوله :

"وصل إلينا من عظيم الروم كتاب مدع في المقادير وأحكام العزيز القدير يرعد ويبرق ويجمع تارة ثم يفرق، ويهدد بجنوده المتوافرة وأحواله المتظاهرة، ولو علم أن لله جنوداً أعز بهم الإسلام وأظهر بهم دين نبيه محمد عليه الصلاة والسلام، أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ،ولا يخافون، بالتقوى يعرفون، وبالتوبة يتضرعون، ولئن لمعت من خلف الروم بارقة فبإذن الله وليعلم المؤمنين وليميز الله الخبيث من الطيب ويعلم المنافقين، أما تعييرك للمسلمين فيما وهي من أحوالهم فبالذنوب المركومة.. ولو اتفقت كلمتنا مع سائرنا من الأملاك لعلمت أي مصاب أذقناك كما كانت آباؤك تتجرعه وبالأمس كانت قطيعة المنصور على سلفك لما أجبر أجدادك على دفع الجزية حتى أهدي جدك أحد بناته إليه، أما نحن إن قلت أعدادنا وعدم من المخلوقين استمدادنا فما بيننا وبينك بحر نخوضه ولا صعب نروده، ليس بيننا وبينك إلا السيوف تشهد بحدها رقاب قومك وجلاد تبصره في ليلك ونهارك وبالله وملائكته المسومين نتقوى عليك ونستعين ليس لنا سوي الله مطلب ولا لنا إلى غيره مهرب وما تتربصون بنا إلا إحدى الحسنيين نصر عليكم فيا لها من نعمة ومنة أو شهادة في سبيل الله فيا لها من جنة، وفي الله العوض مما به هددت وفرج يفرج بما نددت ويقطع بما أعددت".

إرتعب ملك النصارى من تهديد المتوكل له بالجهاد . . الجهاد تلك الكلمة التي أجبر ملوك الطوائف على إلغاءها وإجبار شعوبهم على نسيانها !

توحدوا ملوك الأندلس تحت قيادة ألفونسو وهجموا على طليطله وحاصروها كل ملوك الطوائف قالوا لاشأن لنا بها واستمروا يعيشون في ملذاتهم إلا المتوكل الذي أرسل جيشا لمساندتها ولكن سقطت طليطله وارتكبت مجازر بحق أهلها

ثم تجاوزوها النصارى لمهاجمة بنو هود حلفاؤهم الأقربون فسقطت !

فكان الطريق يؤدي إلى مملكة المعتمد بن عباد الذي شعر أن الخطر قادم وأن ملك النصارى لن يرحمه وملوك الطوائف لن يسعفونه

ولا مجال للنصرة والفرج إلا بطريق واحد

الإستعانة بالمرابطين بقيادة البطل المجاهد يوسف تاشفين والمرابطين هم مجموعة كبيرة من الجيوش سخروا أنفسهم للجهاد في سبيل الله ( تقريبا مايطلق عليه الأن بالارهابين و بالميليشيات الإسلامية المسلحة )

فقال ابن المعتمد ياأبتي إن استعنت بهم أخذوا مملكتنا ( لترى حجم الضعف والهوان )

فقال المعتمد كلمته الشهيرة "والله لا يسمع عني أبداً أنني أعدت الأندلس دار كفر ولا تركتها للنصارى، فتقوم علي اللعنة في منابر الإسلام مثلما قامت على غيري، تالله إنني لأوثر أن أرعى الجمال لسلطان مراكش على أن أغدو تابعاً لملك النصارى وأن أؤدي له الجزية، والله لئن أرعى الأبل في المغرب خير لي من أن أرعى الخنازير في أوروبا "

حقيقة تاريخية تصور حالنا الآن وما نحن عليه مع العلم ان تلك الفترة لم يكن يفصلها عن وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الا 450 عام ونحن الان بيننا وبين ذلك العهد اكثر من 1400 عام