الْجِبَآلُ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ
حينَمَا نُريد وصْفَ إنسَان بالثبات والاستقرار ، نَقُول أنَّه راسخٌ كالجبل ؛ ظنًّا منَّا بأن الجبال ثابتة لا تَتحرَّك ، لكنْ العلم الحديث أثبت غير ذلك ، فقد أكَّد العلماء أن الجبال ليست جامدة كما نراها بل تتحرك ، وَهذا ما أشار إليه القرآن ؛ فمَن كَان يعلم في زمن انزول القرآن أن الجبال تتحرك ! .. قال تعالى في الآيَة 88 من سُورة النّمل : « وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ » ، الله تعالى ذكرأن الجبال تتحرك وتمر كالغيوم في السماء ، وهذا ما يؤكده العلم الحديث. الحقيقة التي يقررها العلماء اليوم، هي أن الجبال تمر وتتحرك ، وأحيانًا تعكس اتجاه حركتها وذلك بسبب التأثيرات الحرارية الباطنية للأرض، تمامًا كما تدفع الرياح الغيوم! ولكن حركة الجبال لا يمكن إدراكها مباشرة، بل تظهر تأثيراتها خلال السنين. هَذهِ الحقيقة العلمية لم تكتشف إلا في منتصف القرن العشرين ثم تبين مؤخرًا في القرن الحادي والعشرين، أنَّ حركة الجبال حقيقة مؤكدة ، حيث أنها تتحرك وتمر مُرورًا بسبب قوة الدفع التي تولدها التيارات الحرارية تحت جذور الجبال، تمامًا مثل مُرور الغيوم في السماء عندما تحركها قوة دفع الرياح!! . قام عُلماء من ألمانيا مؤخرًا باكتشاف جديد في مجال حركة الجبال، فقد تبين لهم أن قارة أوروبا وقارة أمريكا الشمالية تبتعد عن بعضهما بمعدل 18 ملم كل عام، وعندما قاس العلماء هذهِ الفوارق بدقَّة وجدوا أنّ هُناك حركة للوح الذي يحمل قارة أمريكا، وأن هذين اللوحين يتحركان بسرعة تصل إلى 18ملم في السنة ، أي أن الجبال التي تحملها هذه الألواح تتحرك أيضًا. يؤكد العلماء مُؤخرًا أن الجبال تتحرك حركة خفيَّة بكافة الاتجاهات تقريبًا ، وتبلغ سرعة الجبل أقل من 1 ملم في الشهر ، لذلك هي سرعة لا يمكن إدراكها بل إننا نراها جامدَة تمامًا ولكنها في الحقيقة تتحرك ، وتمر أمامنا ، وهناك حركة ثانية للجبل بسبب القوى الحرارية التي تسبب قوة رفع الجبل وكذلك فإن الجبل يتآكل من أطرافه باستمرار ، وكأن الأرض تتآكل من أطرافها : «أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَاْفِهَا». هَكَذا نَرى أن الاكتشافات العلمية تؤكد حركة الجبال، فهي تتحرك ولا نشعر بها، هَذهِ الحركة التي أخبرنا بها القرآن الكريم في زمن لم يكن يظن فيه أحد أن الجبال تتحرك ، إنها دعوة للتفكر والتدبر ، تؤكد أن هذا القرآن من الله ، فتزيد المؤمنين إيمانًا ، وتقود الباحثين عن الهداية إلى طريق النور.