الإِعْجَاز الْعِلْمِي فِي الْبَنَان
الْبَنان: هي الأصابع، والأنامل هي: أطراف الأصابع، وهي جمع: بنانَة. قال تعالى في الآيَتين 3 ، 4 من سُورة القيامة : « أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّي بَنَانَهُ» فالله قادِرٌ على إعادة تسوية بنان الميت عند بعثه ، بتفاصيل بَصْمَتَهُ التي ميزته عن غيره من البشر. : « أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّي بَنَانَهُ» أي: نحن نجمع العظام النخرة، والأكثر من ذلك أننا قادرون (عَلى أنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ ) أي نَجعلها كاملة الخلقة تمامًا، كما كانت في حياته الأولى، أي أن الله تعالى قادر على إعادة بعث رفات الميت مهما كانت درجات تحللها وبعثرتها في تراب الأرض. من معاني (التَّسْوِيَة) إتمام الشيء وكمال الإتقان في الصنعة، والله تعالى أتم خلق الإنسان، وختم خلق كل فرد بتسوية بنانه، أي بصمات أصابعه بصفة عامة، وبصمات أنامل الأصابع بصفة خاصة. والبصمة عبارة عن خطوط بارزة غائرة في جلد أصابع اليدين، وفي بطني القدمين وفي جبين الإنسان، وهذه الخطوط تتخذ أشكالاً مميزة لكل إنسان، فلا يمكن أن تتطابق في فردين أبدًا ، حتَّى لو كانا توأمين متماثلين، بل لا يمكن أن تتطابق بين إصبعين من أصابع اليد الواحدة أو القدم الواحدة في الفرد الواحد. هذهِ الخطوط ترسم بعناية فائقة في نهايات الشهر الثالث وبدايات الشهر الرابع من عُمر الجنين. تمثل هذهِ الخطوط ختمًا خاصًّا لكل إنسان، والله خصّ الإنسان بهذا الختم دون سائر المخلوقات، هذا الختم الإلهي لا يمكن تقليده، وقد أعطاه الله سبحانه القدرة على الثبات وعدم التغير ، وعلى إعادة الشكل بنفس الهيئة عند تعرضه لأية مؤثرات خارجية مثل الحرق أو الجرح أو بعض الأمراض الجلدية، أو بعض المؤثرات التي تنشأ بسبب ممارسة مهنة معينة، إلا إذا تم تشويه الأنامل تشويهًا كاملاً يصل إلى الطبقة السفلى من الجلد وبعد أن يتم التحام الجلد، يظل أثر الجرح أو التشويه علامة مميزة أخرى لذلك الإنسان. الآية تشير إلى دقة تسوية البنان وإلى أهمية ذلك في حياة الإنسان، ولم يتوصل العلم إلى ذلك إلا سنة 1901 حين استخدم المحتلون البريطانيون بصمات الأصابع في تتبع المجرمين في الهند، ثم أصبحت من أهم وسائل التشخيص لبني الإنسان في كل دول العالم. [ القُرآن الكريم سبق العلم بثلاثة عشر قرنًا وذلك بالإشارة إلى تسوية البنان في الأحياء، ثم عندج البعث مما يؤكد أن القرآن الكريم من عند الله.