السلام عليكم




بعيداً رأيته يجلس حزيناً صامتاً... اقتربت منه فسمعت صوت بكائه يؤلم أشد القلوب قسوة... وكانت الكلمة الوحيدة التي خطرت في ذهني... مرحباً...


أبعد وجهه عني.. مسح دموعه .. وقال لي بغضب: ماذا تريدين؟
حاولت أن أمتص غضبه فأجبته: لا شئ سمعت صوتك باكياً ومن واجبي أن أطمئن عليك..ماذا جرى؟؟






اختفى الكلام بين الدموع وقال لي كلمة حزينة واحدة صديقي خانني





قلت له: من؟؟ كيف؟؟ ولماذا؟؟؟ أجابني بصوته الحزين: كنّا صغاراً..وكنت صديقه الأغلى والوحيد ... لطالما كنت مرافقاً له في حله وترحاله.. أبقى بجانبه عند النوم، أساعده في أوقات الدراسة..كنت أحد أسباب تفوقه ونجاحه..





صرخت: وماذا حصل؟؟ نسيني في زحمة الحياة ... أصبحت أشياء أخرى تأخذه مني..ماكنت لتراني حزيناً لو كان بخير .. لكنني أعلم أنه بدوني لن يكون بخير..فأنا مرشده في هذه الحياة ودليله شاء أم أبى..لكنني بحق.. مشتاق إليه...



بدأ يهدأ وبدأ يكلمني بوقار: أنا نافذته إلى الحياة.. جميع أسئلته جوابها عندي ثم ... لقد أوصاه بي العلي القدير فليس له الحق أن يهملني..



جلست برفقته..أدهشني كم من المعلومات التي لديه... لم أسأله في موضوع إلا وأجابني.. واستغربت..كيف تمكن صديقه من تركه!!



فجأة سمعنا صوتاً قادماً من بعيد.. كان يركض منادياً.. صديقي سامحني أرجوك... لقد اشتقت إليك ولن أهملك من جديد..



دمعت عيوني فرحاً .. فلا أروع من تلك الصداقة الغالية بين... إنسان وكتاب تلك الصداقة الغالية الرائعة التي تمتاز بالوفاء والصدق والإخلاص...



اليوم ابتعدنا عن عبارة أمة اقرأ لا تقرأ لأنني على ثقة ومن خلال ما نراه من كلماتكم أنكم جيل يقرأ جيداًولديه حصيلة متميزة من الكلمات..والمعلومات على حد سواء...

كلنا على يقين من أن هذه القصة لن يكون أحد أبطالها أحد منكم لأنكم جميعا تدركون تماما أنه خير جليس في الأنام كتاب لكم ولكتبكم في يوم الكتاب خالص محبتنا يا أغلى الأحبة.