تغيير العلاقات :

قلنا في الأعداد السابقة إن تغيير
الإنسان ليتحول إلى (إنسان مستقيم وفعال)
هو هدف عملية التغيير الإسلامي ،
والتي تتم من خلال عملية شاملة تربوياً ومجتمعياً وإعلامياً، وتركز على
تغيير خمس أمور هي: القناعات والفكر، الاهتمامات، المهارات، العلاقات، والقدوات.
وتحدثنا في الأعداد الماضية عن الأجزاء الأولى من هذا التغيير،



وسنتحدث اليوم عن الجزء الرابع وهو: تغيير العلاقات :
من المعروف أن الإنسان يتأثر بمن حوله وخاصة الشباب من الذين ليست لهم حصانة
تربوية أو فكرية عميقة ،
ومن هنا يكون تغيير العلاقات أساساً لتغيير شخصية الإنسان.

1● اكتساب السلوك والأخلاق يتأثر كثيراً بـ الشكل المحيط ،
وكثير من الناس اكتسبوا العادات الحميدة أو السيئة تقليداً لمن حولهم.

2● الفكر والقناعات والعقيدة أيضاً يكتسبها الإنسان ممن حوله، ألا ترى أن الإنسان
يولد على الفطرة، وأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه،
وعندما يكبر الإنسان يتضاءل مع الأيام تأثيرالوالدين
، و يزداد تأثير الأصحاب ،
ومع الأيام يتعلم الشاب أو الفتاة ممن حولهم الفكر والهوايات والمهارات المختلفة .

3● من أهم مسائل التربية أن يتأكد الأبوان والمربون أن أولادهم أو من يربونهم
قد أحيطوا بـ صحبة صالحة يشرف عليها من يثقون بدينهم وخلقهم وفكرهم، وعندي
هذا أهم من تحفيظهم سوراً من القرآن يرددونها دون غرس لمعانيها في نفوسهم .

4● من هنا يكون للـ خطاب الإعلامي، والديني بشكل خاص دور رئيسي في التنبيه إلى
أهمية اختيار الأصحاب والأصدقاء وتحديد و توجيه معايير هذا الاختيار.

5● إن للـ مجتمع دوراً في إنشاء المراكز ودور الأنشطة التي تحتضن الشباب والفتيات وتحيطهم
بالصحبة الصالحة تأكيداً لدور العلاقات في المحافظة على القيم والأخلاق وبناء الهوية السليمة.

6● يأتي دور الخطاب الإعلامي والديني منه بشكل رئيسي لتبيان أثر العلاقات السيئة والصالحة،
وأسس الاختيار، والأنشطة الجماعية ومراكز تنمية الهوايات والمهارات، وهيئات صناعة القادة،
وتشجيع الرحلات الجماعية النافعة، وطرح بدائل للأنشطة المفسدة،
والإبداع في تعليم الشباب فن بناء العلاقات والتاثير في الناس وتجنب التاثير السلبي عليهم،
والتفنن في الاستفادة من الأوقات الجماعية لتبادل المنافع بينهم.



و أخيراً / أقول : إن كل ما تبنيه الأسرة ويحرص على زراعته الوالدان من قيم وأخلاق
وعقيدة قد تهدمه العلاقات السيئة،
فهذا العنصر له أثر حاسم على كل الجوانب الأخرى.

د. طارق محمد السويدان