الفنون التقليدية لمحافظتي شمال الباطنة وجنوب الباطنة
قرنقشوه:
هو احتفال الأطفال بليلة النصف من شهر رمضان المبارك حيث يدورون في شوارع الحلة وحاراتها يتنقلون من دار إلى أخرى ويتوقفون أمامها يغنون طبل للحلوى وهم يضربون إيقاعا ثنائيا بسيطا على عبارة قرنقشوه قرنقشوه أعطونا شي حلواه . ويؤدي الأطفال إيقاع هذه العبارة الغنائية بقرع صدفتين من أصداف ساحل البحر في ولايات الباطنة وقد اكتسب هذا الاحتفال اسمه قرنقشوه من صوت احتكاك السطح الخارجي للصدفتين حيث تكثر البروزات والضلوع التي تحدث صوتا يشبه كثيرا منطوق كلمة قرنقشوه. وفي بعض المواقع يسمى هذا الاحتفال (قرنقحوه )وهو تحريف لاسمه الحقيقي. وفي ولايات الداخلية يقيم الأطفال هذا الاحتفال وهم يؤدون نفس الغناء ولكن على إيقاع قرع قطعتين من الحجر الواحدة في الأخرى ويطلق على هذا الاحتفال بمحافظة الداخلية طوق طوق إشارة إلى ذلك الصوت المميز الذي يحدثه اصطدام حجريين اصطداما متواليا متكررا. ولغناء قرنقشوه (قرنقحوه) طوق طوق نصوص يتوارثها الأطفال جيلا بعد جيل وتختلف باختلاف استجابة أهل البيت إلى ما يطلبونه من الحلوى فإن استجابوا مدحوهم بشعر يدعون لهم فيها بالخير وإن لم يستجيبوا لحاجتهم هجوهم وتمنوا لهم ما هو ليس بخير. ويطلق على هذا الاحتفال اسم خاص في ولايات محافظة الظاهرة حيث يسمى التلميس إشارة إلى إن الأطفال يلتمسون الحلوى من أهل الدور التي يتوقفون عندها. يغنون ويمرحون ومن الأسماء التي تشير إلى هذا الاحتفال الرعبوب في ولاية الخابورة وهي مستوحاة من اسم نوع الصدف البحري الذي يستخدمه الأطفال في ضبط الإيقاع.
التيمينية:
هي احتفال متميز بانتهاء الصبية من حفظ القرآن الكريم كاملا، أو يسمونه "ختم المصحف" الشريف. وفي هذا الاحتفال، ينتظم أطفال مدرسة القرآن الكريم بنين وبنات داخل المدرسة يتصدرهم معلم القرآن يقرأ عليهم (ينشد) قصيدة في الوعظ والإرشاد كما في ولاية بهلا وقد ينضمون في موكب يتصدره (معلم القرآن) الذي يقرأ قصيدة ذات طابع ديني، وفي نهاية كل بيت من أبياتها يرد عليه الأطفال بصوت قوي موحد بكلمة واحدة هي "آمين" وربما من هناك جاءت تسميتها التي قد تختلف في شكلها أو منطوقها باختلاف الموقع, أو المكان أو المنطقة، لكنها تنحصر في أربعة مسميات: التأمينة-التيمينة-التومينة- الأومين. وتشترك في موكبها امرأة من أهل الصبي المحتفل به، حيث يتمشى وسط الأطفال حاملة سلة يغطيها وشاح أخضر, وفي داخلها "هبة" من والد الصبي للمعلم, وهي غالبا ما كون نوعا من الملابس الفاخرة أو ربما غير ذلك، ولهذا قد يسمونه "الوهبة" في بعض المناطق، إشارة إلى ما يهبه أهل الصبي للمعلم. التهلوله: وتقام في الأيام التسعة الأولى من شهر ذي الحجة تبشيرا بقرب عيد الحج المبارك (عيد الأضحى). وإحياء لأيام عاشوراء حيث يسير القاري، وهو يقرأ بصوت واضح أبيات قصيدة إسلامية المعاني والدلالات-واحدة كل يوم- ويمضي، من خلفه صبية مدرسة القرآن الكريم وغيرهم هاتفين في نهاية كل بيت شعري بالدعاء: "الله أكبر ولله الحمد". أو "سبحان الله لا إله إلا الله". ولا تزال "التهلولة" معمولا بها في ولايات محافظات الداخلية وشمال الشرقية وجنوب الشرقية.
التشح شح:
من فنون النساء الذي يؤدى في المناسبات السعيدة - كالخطبة والأعراس والاحتفال بمولد طفل وغيرها من المناسبات الاجتماعية السارة - وتؤديه غالبا (فرق محترفة) يدعوها أصحاب المناسبة ويكافئوها المدعوون بما يطرحونه من نقود في إناء معدني تضعه الفرقة في موضع متوسط من المدعوين. وفي هذا الفن يكون الغناء المنفرد - في الأغلب - لعقيدة الفرقة وإن كان أحد الشباب يؤديه في بعض الفرق. ويكون الغناء- أساسا -في مدح المحتفي به والإشادة بطيب أصله وقد يكون في الغزل العفيف وذلك في شعر من النوع المثلوث في الغالب وقد يكون من نوع المخمس أو المسدوس أو المسبع ويصاحب الغناء تصفيق من مجموعة النساء الرديدة وطبل إما من العقيدة المغنية أو من رجلين يضربان الكاسر والرحماني. ويرجع أصل هذا اللون إلى فنون البادية حيث كانوا يتناولون غناء الذكريات مما جعله يتسم بطابع الحزن والإيقاع البطيء . ثم انتقل - بعدها - إلى " الحضر " حيث تغيرت أغراض الغناء المنفرد لرجل وليس لامرأة، خاصة إذا كان هو الشاعر المبدع لشلة الغناء.
الزفة:
وهي موكب في مسيرة مبهجة احتفالا بمناسبة سعيدة. ولها أربعة أنواع: الأول: زفة سبوح المعرس: وهي لون يكاد ينقرض حيث لم يعد المعرس بحاجة للاغتسال في الفلج، وقد توافرت التوصيلات الحديثة للمياه في مختلف المناطق لكنها على أبة حال يظل لونا من ألوان التراث الشعبي. وفي هذا اللون من الفنون التقليدية، كان أهل المعرس ينظمون زفة سبوحة في الماضي حيث يعدون له ملابس العرس الجديدة الفاخرة، تحملها إمرأة في سلة جديدة مغطاة بوشاح أخضر جديد، وتمضي مع المعرس في موكب مع أصدقائه، تحيط بهم إحدى الفرق التي تحترف الغناء في الأفراح، ويتجه الجميع إلى فلج أو بئر حيث يغتسل المعرس وسط غناء النساء وقرع الطبول، ليعود وقد تهيأ لنوع آخر من الزفة.
زفة الثور:
وهي تقام في اليوم السابق لزفة المعرس أو العروس، يتصدر ذلك (الثور) الذي يصبح اليوم التالي طعاما لضيوف المعرس والعروس وأهلها. يسير (الثور) ومن حوله أصحاب العرس، في موكب يمضي بدار المعرس أو العروس على نغمات النساء وقرع الطبول والزمر، وتختص ولاية بركاء بهذا النوع من الزفة. زفة المعرس أو زفة العروس: وهي موكب يحيط فيه الأهل والأصدقاء بالمزفوف وقد غطي وجهه أو كله كسوة غالبا ما تكون من اللون الأخضر تبركا وتفاؤلا واستبشارا. ويسير هذا الموكب وسط غناء كل المشاركين تقودهم في ذلك فرقة من المحترفين، يرددون نوعا خاصا من الغناء يسمونه (المباركة) وهو يتضمن عبارات ألاماني بالخير والسعادة للعروسين .
زفة المختون:
وتقام احتفالا بختان الصبي. وغناؤها يتضمن تهنئة بالمناسبة ومدحا في أهل المختون وعشيرته وذلك بمصاحبة فرع الطبلين (الكاسر والرحماني) وغناء الرجال والنساء. واهم ما تتميز به زفة المختون هو (الراية) هو رداء لامرأة قد تكون والدة المختون أو احدى قريباته، وهو يتزيين بالحلي الفضية أو الذهبية وكذلك بمرآة صغيرة على صدر الرداء وظهره ويوضع هذا الرداء المزين المنقوش على حامل خشبي وترفعه امرأة إلى أعلى في حركة راقصة منتظمة على دقات الطبول وأنغام الغناء، وقد ثبتت على قمته برتقالة صغيرة أو اثنتين أو كرة لونها اخضر.
المولد:
هو الاحتفال بمولد النبي (صلى الله عليه وسلم) خاتم الأنبياء والمرسلين ويقيمونه يوم ذكرى هذه المناسبة الدينية العطرة وكذلك عند الاحتفال بالأعراس أو شفاء المرضى أو الانتقال إلى دار جديدة أو غيرها من المناسبات السعيدة. وللمولد خليفة وشاووش وقراء، فضلا عن المشاركين وتنتقل خلافة "المولد" إما بالوراثة من جيل إلى جيل داخل الأسرة الواحدة أو بالانتخاب فيما بين المتخصصين بهذا اللون من الفنون في المنطقة. وقراء "المولد" من أهل العلم والمعرفة بالقصة النبوية الشريفة والعارفين بتفاصيل القراءة المولدية. ويقام الاحتفال بالمولد بالاستعانة بكتاب مشهور لدى أهل هذا الفن وهو كتاب "مولد شرف الأنام" والذي يعرفه العامة باسم "البرزنجي" وهو من ثلاث طبعات إحداها شامية تزخر بالتواشيح والثانية باكستانية شديدة الفصاحة اللغوية والثالثة هندية وهي الأكثر شيوعا وانتشارا. و ينقسم "المولد" إلى: راوية الافتتاح ثم القيام وهو يؤدى وقوفا عندما تصل هذه الرواية إلى لحظة ولادة النبي وأخيرا الدعاء وقصة المولد النبوي الشريف تقع في ثماني عشرة رواية إذا قرأت متتالية دون بقية أقسام المولد وخاصة في ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم. وتتخلل قراءة الروايات ردود من قبل المشاركين بالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم.
الرزفة البدوية:
هي احد الفنون التقليدية والتي يمارسها أهل بادية عمان في مناسباتهم المختلفة كالإعراس وختان الأولاد وفي عيدي الأضحى والفطر إلى غير ذلك من المناسبات. و الرزفة البدوية فن يمارسه الرجال من البدو ولا تشارك فيه النساء فهي على نمط الرزحة فإذا كان للحضر رزحتهم فللبدو كذلك رزحتهم. يجتمع الرجال لإقامة الرزفة البدوية ويكونون صفين متقابلين متوازيين كما هو الحال في رزحة الحضر تماما- ثم تبدأ بعد ذالك شلة الغناء: ويقوم احد شعراء الرزفة البدوية بتلقين احد الصفين نص شلة الغناء شعرا فيتلقفها ذلك الصف ويقوم بترديد الشلة شعرا ونغما أما الصف الأخر فيردد ما يغنيه الصف الأول بحيث يصبح غناء الشلة متبادلا بين الصفين. ويستمر تبادل الغناء بين المشاركين في الصفين حتى يستوفي ما في الشلة من شعر وعندها يتوقف الجميع فيأخذون قسطا من الراحة لتبدأ بعدها شلة أخرى من شلات الرزفة. الحركة في الرزفة البدوية تتألف من عنصرين: حركة المشاركين في الصفين وحركة الرازفين بين هذين الصفين. المشاركون يمسكون بعصي من الخيزران أو قد يمسكون ببنادق أو سيوف يركزونها على الأرض ويحركون رؤؤسهم إلى أعلى والى أسفل في إيماءات متوالية، وثنيات خفيفة من الجزء الأعلى من الجسم وقد يضعون هذه العصا على أكتافهم ويقومون بنفس الحركات السابقة أما حركة الرازفين بين الصفين فهي حركة طليقة : فهم يجولون في الساحة بين الصفين يحمل كل واحد منهم سيفه أو بندقيته عاليا في الهواء ليتلقفها مرة أخرى قبل إن تسقط على الأرض. أو قد يقوم احدهم يرفع بندقيته عاليا ويلفها بين يديه بحيث ترسم دائرة كاملة في الهواء إلى غير ذلك من الاستعراض بالأسلحة.
الكواسة- ويلية الرجال (الدان دان):
من فنون التسلية عند الرجال في محافظة شمال الباطنة حيث يسمونه (الكواسة) في كل من صحار وصحم بينما يسمونه (الويلية) في كل من لوى وشناص وفي بركاء يسمونه (دان دان الرجال). وتكون الوقفة في هذا اللون من الفنون التقليدية على نمط وقفة (الرزحة).. صفان متقابلان يتحرك بينهما طبالان أو ثلاثة وإفراد من المشاركين الذين يقومون بالرقص الفردي حيث يخرج الفرد من احد الصفين ليؤدي دوره الحركي بينهما أي بينهما أي بين الصفين ثم يعود إلى مكانه ليخرج غيره من الصف المقابل وهكذا التبادل. وفي هذا اللون يكون الإيقاع ثنائيا أو ثلاثيا سريعا مبهجا يجري عليه غناء من شعر التسلية في أغراض الشعر الخفيفة ..ثلاث أبيات على قافية واحدة تليها ثلاثة على قافية أخرى والبيت السابع على نفس القافية الأولى.
من فنون البحر: الشوباني:
من فنون البحارة أيضا يجمع ما بين العمل والتسلية ويمارسونه حيثما حلوا في ميناء. يصيح الطبل في إيقاع ثلاثي سريع نشط ويتحرك البحارة على فقراته حركة مترنحة خفيفة بديعة وهم يحملون بعضا مما أنزلوه من على ظهر السفينة من بضائع أو جذوع الأشجار من الخشب النادر أو صاري السفينة إن كانت تلك المحطة هي آخر رحلة العودة . الغناء في " الشوباني " يكون منفردا للعقيد ويرد عليه مجموع البحارة ومعهم المستقبلون لهم الذين يحملون في أيديهم غصون الأشجار المزهرة منضمين إلى البحارة في موكب يدور عدة دورات بمكان الاحتفال قبل الانصراف في مسيرة غنائية راقصة مبتهجة ومبهجة. ويؤدي فن " الشوباني " - حاليا - على هيئة مسيرة غنائية تضرب فيها الطبول التقليدية الثلاثة : الكاسر - الرحماني - مسندو . وقد ينفخ فيها زمر من نوع " النغار " حيث يسير المشاركون في صفوف مستعرضة قصيرة متوازية حاملين غصون الأشجار المزهرة وهم ينشدون أهازيج التحية والتهنئة بإحدى المناسبات الدينية أو القومية - الوطنية - وهم يرفعون الأعلام حتى يصلوا إلى مكان الإحتفال.
القيل قول :
وهو نوع من غناء التسلية والاحتفال بالمناسبات السعيدة تختص بأدائه بعض الفرق المحترفة والتي تكون كل منها من مجموعة نساء من أسرة واحدة في الغالب تهني بالغناء الجماعي أو بالرد على غناء فردي. وقد يكون الغناء المنفرد لبعض صغار السن من الصبية، يصاحبه الطبل (الكاسر أو الرحماني) وتصفيق نسائي وتخرج من صف (الرديدة) امرأتان تؤديان حركة راقصة- الواحدة مقابل الأخرى ثم تعودان إلى مكانهما ليحل محلهما اثنتان أخريان.. وهكذا. وينتشر هذا اللون من الراقصات في ولاية بركاء بمنطقة الباطنة.
الكونزاك:
وهو من فنون البلوش.. ينقسم إلى نوعين: الجالس والواقف. في الجالس تنظيم النسوة المغنيات في دائرة وهن يغنين ويصفقن، بينما تختص امرأتان بالحركة الراقصة في وسط الساحة ويتبادلن الدور في الأداء ويتصدر الطبالون والزمار جلسة (الكونزاك) وهو ركوع على ركبهم. أما الواقفون فهم يؤدونه وقوفا-سواء المغنيات أو الطبالين والزمار-ويتحرك الطبالون حركة رشيقة تكتمل حركة رقص النساء، ويتخلل الأداء مشاركة في الرقص بعض شباب المتفرجين وطرح النقود (النقوط) في بوق الزمر أو بفم احد الطبالين.
الباكت:
وهو من الفنون التي تختص بها قبيلة (العجم) في ولايتي صحار وصحم. وينقسم إلى قسمين: (الباكت عرائس. والباكت تمثيل). في الأول- يلتف السامرون جلوسا على هيئة دائرة يتصدرها (العقيد المغني )- ومساعد أو أكثر على الغناء وضاربة آلات الإيقاع من طبل الكاسر والرحماني ودف صغير ذي جلجل وصينية معدنية مقلوبة تقرع بعصاتين دقيقتين. في وسط الدائرة يتمدد على الأرض شخص ملفوف في قماش اسود وقد حمل على كل من ذراعيه عروس خشبية-من نوع القفاز-يحركها بأصابعه المندسة داخلها. وغالبا ما يتم تشكيل أحدى العروسين في هيئة رجل والأخرى امرأة ويدور بينهما حوار حركي-ربما غزلا أوعراكا-لكنه ينفض لأبعاد إنسانية غالبا. وفي الثاني، الباكت (تمثيل) يقوم عدد من الرجال يتقمص بعض الحيوانات المتوحشة والطيور البرية مثل النمر (بلنك) والغراب (ابو منقار) وكذالك يتقمصون أشكال الأشجار كما يمثل بعضهم شخصيات بشرية هزلية كرجل عجوز احدب أو بعض النساء.
الليوا:
أول ممارسات العمانيين لهذا اللون من الفنون كانت على ارض الساحل الإفريقي الشرقي والذي يعد امتدادا حضاريا لأرض عمان وهو من الفنون الأفريقية المنشأ..حملها العمانيون من هناك إلى الوطن ألام. وكلمة (ليوا) في اللغة الساحلية تعني (الشرب) ويبدو إن أهل الساحل الإفريقي الشرقي-الأصليين-كانوا يدعون بعضهم البعض لتعاطي ما تخمر لديهم من مشروبات شعبية افريقية قبل إقامة هذه الرقصة العتيقة. هذا الفن عبارة عن لعب وغناء بمصاحبة مزمار من النوع (النغار) وطبول (مسندو) واقف وكذلك الكاسر والرحماني وتنك ويكون الغناء بشعر تختلط فيه العربية بالسواحلية ويكثر خلاله التغني بالبحر والساحل. إما الحركة في (الليوا) فهي تتكون من عنصرين أحدهما حركة الدائرة التي ينتظم فيها اللاعبون والثانية حركة اللاعب الفرد. في الأول ، تتحرك الدائرة في اتجاه عكس عقارب الساعة حول مجموعة الطبالين الجالسين عند مركز الدائرة تحت الراية أو العلم أو اللواء (وهو علم السلطنة) ويتحرك الزمار داخل الدائرة بين اللاعبين والطبالين وضارب التنك مؤديا جملة موسيقى كاملة، ويرد عليه المشاركون بالغناء على نفس هذه الجملة. وفي النوع الثاني من الحركة-الفردي-انحناءة خفيفة من الكتفين تكملها حركة جانبية من الذراعين وعصا الخيزران التي يمسك بها اللاعب في يده يمنى وحركة التفاف بكامل الجسم. وفي ولاية (السويق) بمنطقة الباطنة تشارك النسوة في أداء فن (الليوا).
لارو-رقص البلوش :
وهو الفن الذي يصحبه غناء باللهجة البلوشية على إيقاع ثلاثي مركب يؤديه طبلا الرحماني والكاسر وقد يصاحبه زمر مفرد من نوع النغار أو زمر مزدوج من النوع (المقرون). وخلاله يصطف المشاركون في دائرة يتوسطها الطبالون والزمار ويقود الغناء فرد يرد عليه المشاركون الذين ينتظمون على محيط الدائرة وهم يؤدون حركة راقصة من ثلاث عناصر : الأول : انحناءه بالجذع والركبتين –انحناءة كبيرة -قد تصل إلى الأرض. والثاني: حركة جانبية (التفافية) من الذراعين والجذع وقد يكون اللاعب ممسكا بعصا. والعنصر الثالث: حركة جماعية من كل المشاركين في اتجاه اليمين إثناء العنصرين السابقين. وإثناء هذه الحركة تتناثر حركة فردية هي عبارة عن (هزة رشيقة للكتفين) وتكون الذراعان ممدودتان إلى الجنب تصاحبها صيحة بترعيدة صوتية تصدر دفع الهواء بين الشفتين دفعة طويلة تهز الشفتين- الواحدة مقابل الأخرى- لتصنع هذه (الترعيدة) المميزة. وإثناء الأداء يناوش المغني الرئيس العقيد اللاعبين المشاركين بعصاه ما بين الحين والآخر تحميسا لهم ولإشاعة روح المرح والابتهاج أثناء الأداء . وفي ولاية شناص بالباطنة تشترك النساء مع الرجال في أداء هذا اللون.
السيروان:
من الفنون الآسيوية (الوافدة) والتي يكون فيها الغناء للتسلية دون حركة مصاحبة، وبلغة تختلط فيها الألفاظ الفارسية بالعربية. وفي هذا اللون من الفنون : يجلس المشاركون في شكل دائرة يتصدرها (العقيد) المغني، والى جانبه ضاربو آلات الإيقاع وهي الكاسر-الرحماني-الدف الصغير ذو الجلاجل والتنك. وقد يقف المشاركون في السيروان في دائرة مقفلة تتحرك دائريا وقد تضيق وتتسع في بعض الأحيان. والمشاركون يردون على (العقيد المغني) وهم يصفقون وأكثر هذا اللون من الغناء يكون في الغزل. وتختص قبيلة (العجم) في ولاية صحار بفن (السيروان) الذي يختلف في صحار عنه في ولايات أخرى مثل بركاء –ففي صحار يؤدونه بدون زمر بينما يصاحبه الزمر في بركاء وفي صحار يؤدونه دون مصاحبة النساء بينما تقوم النساء في بركاء بالغناء والتصفيق. ويختص (البلوش) في بركاء بفن (السيروان).