أكد البروفيسور والفيلسوف اليهودي والاستاذ في الدراسات اليهودية المعاصرة بجامعة فرجينيا بيتر أوكس أنه يعترف بما ورد في القرآن الكريم مثل التوراة، كونهما أنزلا من عند الله سبحانه وتعالى، موضحاً أن الشريعة التي ينتمي إليها هي في الحقيقة مستمدة من الإله الذي يؤمن به كيهودي.

وأضاف الفيلسوف اليهودي أنه لا يجد ضيرا في تعلم الشريعة الإسلامية مع أخيه المسلم، موضحاً أنه حين يقوم بتدريس الطلبة الصغار في السن يعلمهم الديانة اليهودية، لكي لا يقعوا في حيرة من أمرهم وبتضارب في معتقداتهم، ولكن عندما يدرس الطلبة ذوو المستويات العمرية الأكبر، والذين هم أكثر ثقافة، يتناقش ويتحدث معهم عن الديانة الإسلامية. جاء ذلك خلال لقائه بالصحفيين يوم أمس في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية.

الفيلم المسيء

ورداً على سؤاله حول الفيلم المسيء لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام رد قائلاً: لم أشاهد الفيلم المسيء ولكنني سمعت عنه كثيراً، ويعتقد هو شخصياً أنه ليس من حق أي شخص يسيء إلى المعتقدات والنصوص المقدسة بأي شكل من الأشكال، سواءً في هوليود أو في أي مكان آخر، و"حينما يقول المسلمون إن الإساءة إلى الرسول عمل مشين، فأنا أعتبرها أيضاً عملاً مشيناً، موضحاً أن الفيلم يمثل تجديفاً مباشراً على الرب الذي أؤمن به، والذي أصلي له، ويلعن هذه العملية المسيئة التي اقترفها أصحاب الفيلم".

وأوضح بيتر أوكس أنه وباعتباره مواطناً أمريكياً فإن في الولايات المتحدة حرية التعبير مفتوحة، ويجب احترام تلك القوانين التي تسمح بحرية التعبير، ولكن في الوقت ذاته هناك ما يدعو إلى عدم السماح بعرض الفيلم المسيء، موضحاً أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما ندد بعرض الفيلم المسيء "بمثل ما أندد به شخصياً"، مشيرا إلى أن العملية إجرامية ولا يمكن التساهل والتواطؤ فيها على حد تعبيره.

أفكار مسيئة

وأجاب الفيلسوف اليهودي حول سؤال "لماذا يتم بث الأفكار السيئة عن الإسلام، وأنه دين إرهابي، لا سيما لدى الأطفال في المدارس"، أجاب قائلاً: نظام المدارس في الولايات المتحدة في كل ولاية مرتبط بإدارتها، ولذلك المناهج مختلفة، مشيراً إلى أنه لا يرى بث أية تعاليم ضد الإسلام، وأن معظم الأطفال الأمريكيين بعيدون كل البعد عن هذه الأشياء، ولكن في الوقت ذاته هناك مدارس خاصة تدرس الأمور العدائية ضد الإسلام، وضد الديانات الأخرى.

دين متسامح

واعترف بيتر أوكس أن الاسلام دين تسامح، موضحاً أنه جاء للسلطنة لإقامة برامج تدريبية، ليتمكن الطلبة الأمريكيون التعلم هنا في عمان، قائلاً إن الله أنعم عليه باختياره لزيارة بلد مثل السلطنة، مؤكداً أنه تعلم ما حدث للفقهاء السابقين في دولة أسبانيا، في حين كانت دولة إسلامية، وأنه درس الكثير عنها، متمنياً الاطلاع ودراسة المزيد عن العالم الإسلامي.