في الملتقى الأسبوعي لأبناء الشرقية -
إبراء – حمد بن ناصر الريامي:— أقيمت يوم أمس الأول بجامع السلطان قابوس بإبراء محاضرة خاصة عن قصة الشاب الألماني فنست الذي اعتنق الإسلام وغير اسمه إلى فهد، قدمها الدكتور عبدالله بن سعيد المعمري من مكتب الوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية حضرها عدد كبير من مختلف ولايات السلطنة من المواطنين والمقيمين .
وتميزت المحاضرة بالأسلوب الحواري بين المعمري والألماني فنست الذي تحدث عن قصة دخوله إلى الإسلام وكيف يرى حياته في هذه الفترة وما هو تفكيره للمستقبل.
وأكد د.عبدالله المعمري في بداية المحاضرة ان هذا اللقاء يأتي لمناسبة عزيزة علينا في هذه الأيام بدخول أحد الأخوة الى الاسلام في نهاية شهر رمضان المبارك والذي تابع البعض خبره من خلال شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة بالاضافة الى حديث المجالس والمنتديات ونحن نعظم جميعا دخول أي شخص إلى الإسلام الذي ينتقل بحياته من الظلام الى النور متمنيا له التوفيق في حياته وان يوفقه الله الى الخير ويعز به الاسلام والمسلمين.
وقال المعمري: ان هناك دخولا شبه يومي ليس لأفراد بل المئات والآلاف الى الاسلام من شتى بقاع الارض حيث كان عدد المسلمين في أوروبا قبل الحرب العالمية الثانية في عام 1945 لا يزيد عن 5 ملايين مسلم والآن يصل العدد الى 45 مليونا وكل هذا ناتج عن استمرار الدعوة الى الاسلام في أوروبا وهناك الكثير من المواقف والأعمال جعلت الكثير منهم يعتنق الدين الإسلامي وان كانت أحداث سبتمبر المعروفة حاول الغرب ان يستغلها لتشويه سمعة الاسلام والمسلمين وخاصة في الجانب الاعلامي إلا ان الاسلام لم يتأثر بتلك المضادات بل أصبح عدد المسلمين في تزايد.

من هو فنست؟

وعرف المعمري الحضور بالالماني فنست قبل بدء اللقاء الحواري بانه أحد الشباب الذي أنهى الدراسة الجامعية في بلاده المانيا والذي قرر دخول الاسلام دون النظر الى لونه أو جنسيته أو طبيعة أرضه أو لسانه فمنذ أن شهد ان لا اله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو منا ونحن منه وهذه هي عظمة الإسلام , لأن به مودة ورحمة ما بين الناس ولتتعاون البشرية وتسير بهذا الدين إلى الأمام ويعزز بعضنا بحق البعض، حيث قال الله تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وكانت قناعاته الأولى بان لا يغير اسمه الالماني إلى العربي وهذا من حقه لأن هناك اسماء مسلمين حتى انها ذكرت في القرآن الكريم غير عربية.

أعتز بإسلامي

وفي إجابته عن أول سؤال له قدم فنست شكره وتقديره لجميع من مد له يد العون والمساعدة موضحا : انني عرفت عن كلمة الاسلام فقط لكن كان لي الحظ ان التقي بالدكتور محمد بن سعيد المعمري عندما كان في زيارة لألمانيا وهو الذي أخبرني عن الاسلام وشرح لي عن ما يتميز به هذا الدين العظيم ومن ثم بدأت أبحث عن الكتب الاسلامية وأتعرف عليه أكثر بعدها بدأت أشعر شيئا بداخلي يجرني إلى الإسلام ويزداد في قلبي حبا وشغفا ووجدت ان الله عز وجل يدعوني إليه حتى أصبحت أميل إلى قراءة القرآن لذلك هداية الله لي هي الأثر الأكبر بدون ان تكون هناك أي تأثيرات خارجية لذلك علي أن أقوم بالواجب تجاه نفسي والآخرين في هذه الحياة ومبدئي هو يتعلق كيف أستطيع خدمة الإسلام والمسلمين.
وقال فهد: سمعت عن الاسلام وهو دين لكثير من سكان الشرق الاوسط وآسيا ويوجد منهم الكثير في الغرب والعالم ونسمع أحيانا أخبارا تسيء للاسلام وهناك البعض يسعى الى وضع تصور خاطئ عن الاسلام لكني سعيت أن أستمع إلى الكثير ممن اعتنقوا الدين الاسلامي وعرفت منهم بانه الدين الحق والرحمة فيه الحقوق والواجبات تجاه الله تعالى وتجاه الأخوة المسلمين.

لا رجعة عن الاسلام

وواصل فهد حديثه: إن البعض حاول ان يثنيني عن هذا التصرف إلا ان التغيير الذي حدث في نفسي وسلوكي وقرارة نفسي جعلني أتمسك بعزيمتي حتى أن أسرتي بعد معرفتهم انني أسلمت استغربوا من التصرف لأنه لا يحدث كثيرا ولاحظوا التغيير الذي طرأ في سلوكي وتصرفي واحترموا قراري وأملوا أملا كبيرا بان تدخل أسرتي إلى الاسلام حتى ان والدي فخور بي ومرتاح لتعامل العمانيين معي لأنه يوجد قرابة 7 ملايين مسلم من الأتراك في المانيا لكن ليس كل مسلم يحمل صفات المسلم ولديهم مشكلات وأخطاء كثيرة.
وأضاف فهد: من الأمور التي حببتني إلى الإسلام العلاقة الجيدة ما بين المسلمين من العفاف والطهر وبعض المحرمات مثل شرب الخمر بالإضافة الى الآداب والاحترام المتبادل.

الدعوة تشق طريقها في الغرب

وعلق الدكتور عبدالله المعمري على إسلام فنست الألماني الذي يعتبر نموذجا لمجموعة من الشباب والفتيات في أوروبا الذين دخلوا الإسلام بان الدعوة في أوروبا تشق طريقها هناك الآلاف بل الملايين ممن دخلوا الإسلام وهو أسرع الأديان انتشارا في العالم حسب الدراسات التي وجدت مع تمسكهم به ، وهذا الشاب الالماني الذي اختار دخول الاسلام بإرادته على يد اهل الحق والاستقامة وحسب المذهب الذي يريده ونحن لا ندعو إلى أي تعصب بل للاسلام بشكل عام لذلك سيجد الاسلام النقي والصافي والذي فيه التسامح.
واضاف المعمري: ان وجود المذهب الاباضي في اوروبا من قديم الزمان حيث تواجدوا في الاندلس من قبل وهم يذكرون في التاريخ وان كانوا قلة في هذه الفترة الا انهم معروفون مثل غيرهم لذلك سنبقى كلنا أخوة وتوجد لهم مساجد ومراكز اسلامية مثل ما هي في بريطانيا وهناك محاولات أخرى لإيجاد لهم مراكز أخرى حيث تم إنشاء أحد المراكز في فرنسا الآن وهناك اهتمام كبير له لتعم فائدته لأوروبا بشكل عام.


المصدر
http://main.omandaily.om/?p=24834